ولد الفنان عبد الله فضالة ارحمة السليطي في العام 1900، فكان منذ بداياته موهوباً على الرغم من أن ظروفه لم تخدمه كثيرا خصوصاً بعد ان فقد بصره إلا ان عزيمته الكبيرة منحته تحدياً كبيراً، وقد عمل في نهاما في أوائل انطلاقته ثم قام بتسجيل اسطوانة في الهند وعدة اسطوانات في بغداد والقاهرة. ويعتبر الفنان الراحل أحد الملحنين الاوائل الذين قدموا أعمالا غنائية خالدة أثرت الساحة ورسخت في الاذهان لعذوبتها ولتميزها، وهو مطرب وملحن وشاعر، ابتدأ الغناء صغيراً بعد أن تعلم العزف.
وقد غنى فضالة السامري والخماري والهجيني والنقازي، وغنى قصائد مشهورة لكبار شعراء العامية، مثل الشاعر حمود الناصر البدر والشاعر محمد عبدالله العوني. أهم ما يميزه انه كان يعزف على أكثر من آلة الى جانب العود مثل الناي والربابة كما انه يغني الصوت ببراعة تفوق الكثير من الأسماء اللامعة، بل انه تفوق عليهم فهو لا يلحن في قراءة الشعر الفصيح عندما يغنيه كما هو الحال عند كبار الفنانين أثناء غناء الصوت، اضافة الى انه شاعر متمكن، وله أغان ضاحكة تتناول العجائز والمقارنة بين الفتيات البيضاوات والسمر والسود اضافة الى انه كان مجددا في ألحان الأغنية الكويتية ومن أشهر أغانيه سامرية «ألا واعز تالي، طال هجر الحبايب، أحرمتني الليالي».
تأثر فضالة في بداياته بالفنانين محمد شريدة، محمد بن سمحان، وعبد الله الفرج، وحصل على اول آلة عود هدية من قبل الشيخ ابراهيم الفاضل بعد ان اعجب بغنائه وقام بالتعلم على العود بنفسه. لم يرض عمه عن اختياره طريق الفن، فخاف عبد الله من عمه واختفى ليعمل على متن سفينة في العام 1913، ثم سرعان ما عاد للكويت ليلتقي مندوب شركة اسطوانات الذي ما ان استمع اليه حتى اتفق معه على تسجيل اسطوانات وكان قد اتفق مع بعض كبار الفنانين الكويتيين أمثال عبد اللطيف الكويتي وصالح عبد الرزاق، فقام الفضالة بتسجيل ست اسطوانات لاول مرة في حياته وهي «يا مال».
يعتبر فضالة اول فنان كويتي يقوم بتسجيل اغانيه في القاهرة وذلك في العام 1929، كما انه قام بتسجيل العديد من الاسطوانات في الخمسينات بنوعيها الحجري والبلاستيك وهو أول كويتي استخدم البيانو في الأغنية الكويتية، وغنى نحو 500 أغنية، وشغل منصب رئيس مجلس ادارة جمعية الفنانين الكويتيين وكان عضوا في فرقة الموسيقى باذاعة الكويت في عام 1951، كمطرب وعازف عود وعمل في لجنة النصوص في الاذاعة الكويتية. وغنى الكثير من الفنانين من كلماته وألحانه، ومن بينهم صالح الحريبي الذي غنى له «اسمر عشقته سمر» وحورية سامي وكارم محمود الذي غنى له اغنية «الصبر اجيبه منين» وهيام يونس ومائدة نزهت وبديعة صادق التي غنت له اغنية «يا اللي أسرت الفؤاد، مر الزمان وفات».
يعتبر فضالة صاحب مدرسة جديدة ومبتكرة في تلحين واداء السامري من حيث التعامل مع الايقاعات اضافة الى روعة التعبير، كما قام بتطوير ألحان السامري وأدخل العود والكمان والمرواس كما اشتهر بالسامريات التي كتبها ولحنها وقام بغنائها مثل سامرية «الا يا اهل الهوى» وكان يجيد العزف على الربابة بصورة كبيرة وله تسجيلات كثيرة وهو يعزف على الربابة.
من كلمات فضالة «عندما هويت العود كان هو شغلي الشاغل وكان في يدي اربع وعشرون ساعة لم افارقه ابدا، اذا بغيت انام، من زود اشتياقي للعود اضعه على صدري، ولم يأتني النوم حتى يصير العود فوق صدري، كنت دائما احتضنه كأنه ولد من اولادي». – « (الصوت) ممكن ان يقال باللغة العربية الفصحى ويمكن ان يقال باللهجة الشعبية العامية… المهم الوزن والقافية». – «السامري اللي عندنا بالكويت اكثره حوطي ودوسري». – «عبدالله الفرج علامة بارزة من علامات الكويت اللي ما تنمحى». – «ماكو شيء صعب على الانسان مادام الارادة والتصميم موجودين». – «الفن الصادق لابد ان يصل لمكانه من التقدير».
في الخامس عشر من أكتوبر 1967 فجعت الأوساط الفنية والثقافية في الكويت والخليج بوفاة فنان الكويت الكبير عبد الله فضالة أرحمه السليطي في البحرين حيث كان يقضي إجازة مع الأهل والأصدقاء، فقد أصابته وعكة مفاجئة ونقل إلى المستشفى حيث وافته المنية، وقد دفن في الكويت.