من أشهر محلات النظارات في الكويت ” النظاراتي حسن Hassan’s Optiction ” حيث له أفرع عديدة في جميع محافظات دولة الكويت .
هذه قصة السيد حسن سعادت يزدي وافتتاحة لأول محل نظارات عام 1951 ( تأسست قبل 67 سنة ) .
تستعمل العدسات الآن على نطاق واسع في كل مكان، ولأغراض مختلفة، ومن دونها لا يمكن تصحيح عيوب وأمراض الأبصار، ومن الصعب مشاهدة الأشياء الصغيرة من دون النظارات، وصناعتها جزء لا ينفصل عن علم صناعة البصريات، الذي نشأ على أيدي القدماء المصريين وسكان بلاد الرافدين، وكانت تصنع قديماً من حجر «الكوارتز» الشفاف، ومنها أنواع مختلفة؛ كالزجاجية والبلاستيكية.عن العدسات والخدمات التي تقدم بواسطتها والسخاء الذي يخدم وينفع العباد، التقينا مَن بذل جهده، وصرف كل حياته لمساعدة من يعاني قصر النظر وبُعده، حسن سعادت يزدي، الذي قدم الى الكويت في بداية الخمسينات وأنشأ اول محل للنظارات المتطورة سنة 1951، وأدخل التحسينات الملحوظة في مجال الرعاية بالبصر والعيون، في وقت كانت تتقدم فيه الكويت وتنهض، بفضل ثروتها النفطية.قال: تخرّجت في كلية البصريات وصناعة العدسات في طهران قبل 1950، وكنت دائماً أفكر لا بد للإنسان ان يكون له مكسب طيب، يحصل منه ما يحتاج إليه من الرزق، وان يخدم الناس، وأتقرب إلى الله تعالى بواسطة مهنتي وتخصصي، وان أدخل السرور إلى قلوب الناس، وكنت أفكر أيضاً كيف أصل هذا الضعيف بالعين إلى غيث جديد يحيي حياته بالعين والقلب، وعُرفت ان الإنسان عبد الاحسان، وقد جُبلت النفوس على حب من أحسن إليها، والإنسان عندما يحصل على نعمة من الله تعالى فيجب أن يصرفها في محبة الله، وأنا بعد تخرجي وتخصصي في النظارات اخترت الكويت بعد أن عرضت أماكن أخرى علينا لوجود أحد أقربائي لكي يسهل عليَّ العمل، وكان يعمل في شركة «محمد صالح بهبهاني» وصلت مطار النزهة، وكان في استقبالي الدكتور سليمان وصاحب الشركة، سكنت في منطقة «شرق» بالقرب من البركة والآن يسمى المكان «دوار البركة» لوجود خزان اسمنتي يملأ بالماء الحلو ويوزع على البيوت بواسطة الحمارة والكنادرة والمهارة أصحاب العرباين، سكنت في بيت يسمى صاحبه «غانم الشرطي»، لأنه يعمل في سلك الشرطة العسكرية، وهو غانم يعرف بكسب الخير غنم بطيبه من العمل الديني والدنيوي، وكانوا يقولون عنه «لحيته غانمة».
قال يزدي: كانت النسوة يطرقن الباب ويعرضن بيع البيض لعدم وجود البقالات، وفي الأحياء يبعن الباجلاء والخبز والجبن والزبد واللبن كل هذه المنتجات من عملهن في البيوت، وتبين لنا أن المرأة الكويتية تشارك الرجل في صنع الحياة، وهي مجتمع متكامل مع الرجل، وعرفت أن تاريخ الكويت حافل بأسماء الكثيرات ممن وقفن وقدمن في ميدان الشرف في حياة الكويتيين، وصارت بجانب الرجل مخلصة، وقدمت الأهازيج والدموع في كل الحالات.وتذكر حسن يزدي تلك العلاقة بينه وبين طاقم الطائرة الايرانية التي تهبط في مطار النزهة من عام 1951، كنت أصطحبهم الى محلات «جاشنمال» بسيارة الأجرة، بعد ان أضع دراجتي في المطار، يقوم هؤلاء بشراء مستلزماتهم من السجائر والعطور والقمصان، وهم يقدمون لي خدمة احضار كميات من العدسات واطارات النظارات، فهذه العلاقة تطورت، وأصبحت كالصورة الجميلة المرئية والروائح الطيبة، وهم يستوردون لي ما أريده من أدوات عملي ومهنتي لأخدم الناس.وأضاف: من هنا بدأت النظارات المتطورة تدخل الكويت بكل معانيها الجميلة الصحية، في ذلك العام (1951)، خدمت كل محتاج للحفاظ على عينيه، وعملت في مجال النظارات كل يوم من 18 إلى 20 ساعة، والنوم والراحة فقط من 4 إلى 5 ساعات، وكان محلنا في شارع الجديد، كنت أركب دراجتي بين مكان سكني (شرق) ومحلي، أقطع السكيك ومنعطفات الطرق بجهد وتعب، كنت أشاهد رش الماء في الطرقات وأمام المحال، وفي وقت الظهر أغلب المحال مغلقة بالقماش، أو وضع عصايات أمامها، ومن دون ان تغلق بالأبواب، وهذا دليل الأمن في تلك الفترات، وأغلب الطرق بين الأسواق لم تكن مبلطة، وإذا هطلت الأمطار بيوتنا تغرق، كنا نضع قطعة قماش سميك أو بلاستيك، ونقوم نفتحها ونثقبها في الوسط، حتى يتسرّب الماء، ويكون الخرير في مكان واحد ونضع «الطشت» لجمع الماء.وقال: مقابل محلنا في عام 1951 شاهدت منظراً عجيباً؛ اجتماع الناس حول محل مقابلنا، يعرض بعض قطع من الحجر باللون الأصفر، تبيّن انه بائع الذهب بالقوالب الكبيرة والصغيرة، من نصف كيلو غرام إلى غرامات هذا دليل الأمان، وأتذكر فريج «السبت» فيه محال، وشارع الجهرا فيه محل حلويات الجبري، وعمارة أوميغا كانت عجيبة، وسكة الصوف تدل على جهد المرأة التي تبيع وتشتري، ومخزن الرشيد ومخزن كامل العلمين، كان شارع الجديد فعلا جديدا على المنطقة، ومطعم الأنوماتيك، ومخزن الفيشاوي ومحل المسقطي لبيع الملابس، ومكتبة الرويح وسفريات بهبهات، وعيادة الدكتور «تشبير خان»، ومحل حلويات «أسد عبدالباقي» وعبدالمجيد الغربللي ومقهى بوعباس تقي في الصفاة، ومحل المشعان للساعات.
وتحدث عن الثقة بين الناس في تلك السنوات، وصلت بضاعتي من الخارج طلبت من أحد التجار تكملة المبلغ المطلوب مني، فكان الاطمئنان من ثمرات السخاء، لأن السخي تسمح نفسه بأن يقرض أخاه بعض أمواله الى حين استطاعته، كما تسمح نفسه بأن يبذل عليه أصل ماله، وثواب القرض والمساعدة عظيم، ولما طلبت منه شعرت بالاطمئنان منه وأن يشعر أن الرزق له ولغيره، وصنائع المعروف تقي السوء، وأسمعهم يقولون: ان صناع المعروف في الدنيا عرفوا بمعروفهم في الآخرة، في الكويت منذ القدم لا خوف من القرض، ولا سوء الظن، فوائد المساعدة أكثر من أن تحصى، وكان الرفق كأن تراه، وهو زينة في كل المواقع، لكل شيء قفل وقفل الثقة والمساعدة الرفق، والثقة والرفق من خير الدنيا والآخرة، وهؤلاء الناس عرفتهم من ست وستين سنة «كانوا من الزاهدين، اتخذوا الارض بساطا والتراب فراشا والماء طيبا.
وتحدّث حسن يزدي عن أول صناعة للعدسات في الكويت على يديه، ومن ابتكاراته، وتعتبر حاجة كانت لنا لتفيد بها الناس، ويقول المثل: الحاجة أم الاختراع.وقال: قمت بتوفير ماكينة صغيرة، وضعت عليها «غايش سيارة» أي حزام مروحة السيارة المطاطي، فكانت أول عدسة جمعتها من زجاجات مع فكرة وابتكار ومعلومة من تخصصي، فاعتبره أول مصنع في المنطقة يقام في الكويت.وقال: طلب مني أحد المسؤولين في المستشفى الأميري مساعدة طبيب العيون بفحص العين، عملت لمدة شهرين كنت كل يوم أفحص على المرضى ما بين 20 و30 مراجعاً للحصول على اجازة القيادة، وأخيراً حصلت على اجازة الفحص المحلي.عينك على حلالكوتحدث كيان، نجل حسن يزدي، صاحب أشهر محل للنظارات في الخليج العربي، قال: تعلمت الكثير من والدي، وسمعت دائماً يردد أمثلة كويتية، كلها دروس وعبر كشجرة طيبة، والأمثلة تصيب المعنى، وهي قريبة من التشبيه منها:– «العين ما ترف إلا لحلالها».– «عينك على حلالك دره».– «عَين الحر ميزانه».وهذه الأمثلة تدل على الخير الذي بين عينيك لك، وعليك المحافظة، ولا يألم الأذى إلا للأقربين، ولا تجعل مالك سبباً في الهلاك، وأنا الآن مع والدي منذ صغري أكملت دراستي، وتعلمت منه، ومن الأوائل الذين ساهموا في ابتكار العدسات من عدسة واحدة، داخل اطار معدني، ثم أصبحت عدستين، ومن ثم اثبتت العدسات على يد صنّاع النظارات الفرنسيين عام 1746؛ لتصبح مثبتة باستخدام إطار على الأنف والأذنين، كما هو موجود حاليا.قال كيان زاده: للعدسات أنواع منها: الزجاجية، تعتبر الأقل استخداما في الوقت الحالي، وذلك لأنها مكلفة نسبيا، وثقيلة الوزن، ولكن ما يميزها انها أكثر مقاومة للخدش وأكثر نقاء، وتحجب نسبة كبيرة من ضوء الأشعة فوق البنفسجية، وهناك عدسات بلاستيكية استخدمت لإنشاء خزانات الوقود البلاستيكية في الحرب العالمية الثانية مما يقلل من الوزن، وتصنع من مادة البوليمر عالية النقاوة ولينة، وأقل سمكا من العدسات الزجاجية ومقاومة للصدمات، وسهلة التلوين، وتحمي العين من الأشعة فوق البنفسجية، ولكنها عرضة للخدش، والآن هي أكثر شيوعا في الاستخدام، والعدسة الثالثة «البولي كربونات» تصنع عن طريق الحقن من قوالب معدنية وهي عدسة متميزة بالمتانة وخفة الوزن، ومقاومة للكسر ومضغوطة، ويعتبر هذا النوع الأرق بين العدسات، وتحمي من الأشعة فوق البنفسجية، ولها عيوب منها: بها بعض التشوهات الجانبية مما يؤثر سلبا في عدم وضوح الرؤية الجانبية لمرتديها.والكويتيون يسمون النظارة «ششمة» الجمع «ششمات» اللفظة هندية و«جشمة» كلمة فارسية بمعنى عوينات، وأنصح الذين يستعملون النظارات بالعناية بنظرهم والكشف عند طبيب مختص. لما كانت العين ثمينة بالنسبة لنا، وألا تنظر مباشرة الى الضوء القوي، والأطفال الذين يجدون صعوبة في رؤية الحروف والذين يشعرون بالصداع يجب أن يبادروا بفحص عيونهم.
حرارة الجو في بداية الخمسينات كانت تعرض الناس إلى تقرحات في أجسامهم وأنا منهم، من دون مكيفات، إلا مروحة نضعها على السطح في الليل. وحتى عام 1955 ــ 1956 لم تكن توجد ماركات للنظارات.واستوردنا إطارات النظارات من الهند وإيران وإنكلترا.ومن 1966 ــ 1967 بدأنا نحضر المعارض لاختيار الماركات في العالم.
طريق الفنطاس كان محل إعجابنا به لوجود الأشجار فيه وكأننا في بلد غير الكويت.وأحد المهندسين عرض علينا خريطة مناطق وطرق الكويت كلها أشجار، لم نكن نصدق أن الكويت ستكون هكذا لشدة الحرارة.
لم يكن هناك طريق معبد بمعنى لا كار (قار) من المدرسة القبلية إلى براحة ابن سبت. من الدروازة الى حديقة سلوى في (منطقة سلوى)، وهي أول حديقة للحيوان أقيمت في الكويت عام 1957، كان الطريق تقريبا من دون أسفلت، وإلى الفحيحيل طريق الساحلي. ومن حي الوسط إلى دروازة العبدالرزاق من دون كار خاصة بين السكيك. كل المناطق الداخلية كانت سكيكها من دون أسفلت.ــــ من فريج الرومي إلى الشملان وبراحة المبارك وسكة قبازرد لم تكن معبدة.